القطاع السياحي يتأهب لمرحلة جديدة من النمو والازدهار والانتعاش في العام 2025

فنادق دبي تسجل معدلات إشغال قياسية خلال موسم الشتاء

صورة

تشهد فنادق دبي معدلات إشغال قياسية خلال موسم الشتاء، حيث يفضل السياح الإقامة في المنتجعات الفاخرة والفنادق ذات المواقع المميزة قرب الشواطئ أو المراكز التجارية الكبرى. ومن المتوقع أن تحقق معدلات الإشغال مستويات تفوق 90% في بعض المناطق. كما يتأهب القطاع السياحي في دولة الإمارات لمرحلة جديدة من النمو والازدهار والانتعاش في العام الجديد 2025، بعد أن نجح خلال العام الماضي في تحقيق نقلات نوعية وإنجازات استثنائية عززت من مكانة الدولة على خريطة السياحة العالمية.
وحافظت الإمارات خلال العام الماضي على ريادتها الإقليمية والعالمية كوجهة سياحية متميزة تلبي كافة أذواق السائحين، ومكان مفضل للحياة والعمل والزيارة، مع إطلاقها مشاريع فريدة ومبادرات سياحية بهدف دعم نمو وريادة القطاع السياحي، واستقطاب السائحين من جميع أنحاء العالم، وخلق فرص استثمارية جديدة في قطاعات السفر والسياحة والطيران، وجذب المزيد من الشركات السياحية العالمية لأسواق الدولة.
وأكد خبراء ومسؤولون في القطاع السياحي، أن الإمارات ماضية في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية متكاملة، من خلال تقديم تجارب متنوعة تلبي تطلعات الزوار المحليين والدوليين، مؤكدين أن الفعاليات والمهرجانات المتنوعة خلال الموسم الشتوي تلعب دورا محوريا في جذب السياح وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في الدولة.
وقال أيمن عاشور مدير عام فندقي البندر روتانا وآرجان من روتانا: "باتت الإمارات وجهة مستدامة للسائحين من مختلف أنحاء العالم بفضل المنشآت الفندقية عالية المستوى، والمقاصد السياحية والتراثية المتنوعة، إضافة إلى أمنها واستقرارها، وموقعها الاستراتيجي، وفعالياتها المتنوعة لتحافظ بذلك على ريادتها الإقليمية والعالمية كوجهة سياحية متميزة تلبي كافة أذواق السائحين، إلى جانب تعزيز مكانتها الرائدة على خارطة السياحة العالمية كإحدى الوجهات الرئيسية التي تقود مسيرة نمو القطاع السياحي على مستوى العالم".
وارتفعت إيرادات الغرف الفندقية في دبي خلال أول 11 شهراً من العام 2024 بنسبة 6 % لتصل إلى نحو 15.87 مليار درهم مقابل 14.97 مليار خلال الفترة المقابلة من العام 2023، مع زيادة عدد الليالي المحجوزة وارتفاع متوسط العائد على الغرفة نتيجة تزايد الحركة السياحية وتدفق الزوار الدوليين على الإمارة من أنحاء مختلفة من العالم. ووفقاً لبيانات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي ارتفع عدد الليالي الفندقية المحجوزة في دبي خلال الفترة من يناير إلى نهاية نوفمبر 2024 إلى 39.19 مليون ليلة، بزيادة 3% مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2023، في حين ارتفع متوسط العائد على الغرفة ليصل إلى 405 دراهم، بزيادة 3 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2023.

وقال عاشور، إن دبي شهدت في عطلة نهاية العام انتعاشاً ملحوظاً في قطاع السياحة الداخلية، مما يعكس قوة هذا القطاع في دعم الحركة السياحية في الإمارة. مع استمرار جاذبية دبي وجهة سياحية عالمية، وتُعد السياحة الداخلية ركيزة أساسية في رفع نسب الإشغال الفندقي، خاصة خلال موسم الأعياد والعطلات.
وأضاف أن السياحة الداخلية تمثل مصدراً مهماً لتعزيز الطلب على الخدمات الفندقية، خاصة في ظل التحديات العالمية، التي تواجه قطاع السياحة. تسهم هذه الحركة المحلية في دعم الاقتصاد الوطني، وضمان استمرارية عمل المنشآت الفندقية بكفاءة، مما يعزز من تنافسية دبي وجهة سياحية.
وتابع عاشور إن فنادق البندر روتانا والبندر أرجان تعتبر من بين المستفيدين الرئيسيين من زخم السياحة الداخلية والفعاليات المتنوعة، التي تنظمها دبي خلال فترة الأعياد. وبفضل موقعهما المميز وخدماتهما عالية الجودة استقطبت هذان الفندقان أعداداً كبيرة من النزلاء المحليين والدوليين على حد سواء، كما أن قربهما من أهم معالم دبي ووجهاتها الترفيهية جعلهما الخيار الأول للعديد من العائلات والزوار. وذكر أن نظرته لقطاع الضيافة واعدة خاصة خلال فصل الشتاء، مضيفا :"نحن فخورون جداً بأدائنا الفندقي خلال العام 2024، ونحن على ثقة في قدرتنا على الحفاظ على هذا الزخم حتى نهاية العام الجاري". ويضم البندر روتانا والبندر أرجان، 190 غرفة وجناح بإطلالات خلابة علي المدينة أو الخليج وتشتمل على أثاث أنيق وتتميز بأحدث وسائل الراحة والتكنولوجيا. وتقدم أماكن تناول الطعام الخمسة تجارب تذوق طعام جديدة، وأبرزها Morgan’s ومطعم Gusto الإيطالي ومطعم Salt & Pepper العالمي بجانب Vanilla Lobby Lounge، ومن ثم التوجه إلى The Deck Pool Lounge لتناول الطعام في الهواء الطلق.
ولفت إلى أن دبي وجهة سياحية لها جاذبيتها العالمية طوال أشهر السنة، بالنسبة للسياحة الترفيهية وسياحة الأعمال والمؤتمرات، وهي تستقطب مختلف شرائح الزوار من جميع الأسواق، خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن يكون النشاط السياحي الحالي مبشراً بنشاط سياحي قياسي خلال العام الجاري، بدعم من زيادة الأنشطة والفعاليات، وتوسع الناقلات الوطنية. وتأتي الإنجازات التي حققها القطاع السياحي الإماراتي في العام الماضي، لتؤكد كفاءة السياسات السياحية التي تتبناها الدولة مع إطلاقها مبادرات واستراتيجيات وطنية داعمة لنمو القطاع السياحي، باعتباره مساهماً رئيسياً في تنويع الاقتصاد الوطني، ورافداً مهماً في تعزيز تنافسية الإمارات على خريطة السياحة العالمية، بالإضافة إلى ضخ الاستثمارات في العديد من المجالات السياحية، وبناء مشاريع سياحية وترفيهية جديدة بمختلف إمارات الدولة، وتدشين مطارات جديدة، بما يؤكد كفاءة السياسات السياحية المستدامة التي تتبناها الإمارات.
ويترقب القطاع السياحي في دولة الإمارات تحقيق نمو استثنائي خلال الموسم الشتوي الحالي، وسط مجموعة واسعة من التجارب والأنشطة والفعاليات التي تعزز ريادة الدولة كوجهة سياحية رائدة على مستوى العالم. وتتبوأ الإمارات صدارة الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم، مع قدرتها على تقديم تجارب متكاملة ومتعددة تلبي جميع الأذواق والاهتمامات.
وأشار عاشور إلى أن القطاع السياحي في الدولة يسجل بالفعل زيادة ملحوظة في معدلات الإشغال، وخاصة خلال عطلة الشتاء، مدعومة بالطلب المتزايد من الأسواق الإقليمية والدولية، وأن من المتوقع استمرار هذا الزخم طوال الموسم بنسبة تزيد عن 90% بفضل الجهود المشتركة بين قطاع السياحة والفنادق والقطاع العام. ويواصل القطاع السياحي في دولة الإمارات تسجيل أرقام استثنائية على صعيد أعداد السياح الدوليين والحجوزات الفندقية، بما يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للسياحة، الهادفة إلى جذب استثمارات سياحية بقيمة 100 مليار درهم، وزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم بحلول 2031.
وأسهم قطاع السياحة في اقتصاد الدولة عام 2023 بنسبة 11.7% من الناتج المحلي الإجمالي، بما يصل إلى 220 مليار درهم، في حين يتوقع أن ترتفع مساهمته بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي بما يعادل 236 مليار درهم خلال العام 2024، وذلك بحسب مجلس السفر والسياحة العالمي. ويتوقع المجلس أن يسهم قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بنحو 275.2 مليار درهم بحلول عام 2034، وذلك بفضل ما توفره الدولة من بنية تحتية قوية في السياحة والمطارات وتنوع الوجهات السياحية والثقافية فضلاً عما تقدمه للسياح من شواطئ وجبال ووجهات ترفيهية وثقافية، الأمر الذي يتيح لهم العديد من الخيارات في مكان واحد.

تويتر